كان ابو عبد الله المبارك عبدا لخوارزمي من تجار همذان وكان يعمل في بستان لمولاه وأقام فيه زمانا ثم إن مولاه صاحب البستان جاءه يوما وقال له أريد رمانا حلوا فمضى على بعض الشجر وأحضر رمانا فكسره سيده فوجده حامضا فغضب : أطلب الحلو فتحضر لي الحامض ! هات رماناً حلواً .
فمضى وأحضر من شجرة أخرى فلما كسرها وجده أيضاً حامضاً فزاد غضبه عليه وفعل ذلك مرة ثالثة وذاقه فوجده أيضاً حامضاً اشتد غضبه عليه فقال له بعد ذلك : أنت لا تعرف الحلو من الحامض فقال المبارك : لا
فقال : وكيف ذلك وأنت تعمل في البستان منذ زمن ؟ فقال : لأني ما أكلت من رمان البستان فأعرف حامضه من حلوه فقال : ولم تأكل ؟ فقال : لأنك ما أذنت لي بالأكل منه .
فعجب صاحب البستان من ذلك وكشف عن ذلك فوجده حقاً فعظم المبارك في عينه وزاد قدره عنده ، وكانت للتجار بنت كثر خطابها فقال له يا مبارك من ترى نزوج هذه البنت فقال : أهل الجاهلية كانوا يتزوجون للحسب واليهود للمال والنصارى للجمال وهذه الأمة للدين . فأعجب التاجر بعقل المبارك وذهب وأخبر به أمها وقال لها : ما أرى لهذه البنت زوجا غير المبارك فتزوجها وأنجبت له الإمام عبد الله بن المبارك .