بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصص رائعة و تحمل في طياتها رسائل إيجابية نحو حياة أفضل- الحلقة الثانية
ألقصة ألأولى
قصة الحصان و شروط السعادة الخمسة
وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة، وأجهش الحيوان بالبكاء
الشديد من الألم من أثر السقوط واستمر هكذا لعدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث
الموقف ويفكر كيف سيستعيد الحصان؟ ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يُقنع نفسه بأن
الحصان قد أصبح عجوزًا وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر، هذا
إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل. وهكذا، نادى
المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد؛
التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان. وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع
الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر.
في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه
الألم وطلب النجدة. وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأة،
وبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لما رآه، فقد
وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة فيرميها بدوره على الأرض
ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى!
وهكذا استمر الحال، الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على
ظهر الحصان فيهز
ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى. وبعد الفترة اللازمة لملء
البئر، اقترب الحصان من سطح الأرض حيث قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى سطح الأرض
بسلام .
وبالمثل، تلقي الحياة بأوجاعها وأثقالها عليك، فلكي تكون حصيفًا، عليك بمثل ما
فعل الحصان حتى تتغلب عليها، فكل مشكلة تقابلنا هي بمثابة عقبة وحجر عثرة في
طريق حياتنا، فلا تقلق، لقد تعلمت توًا كيف تنجو من أعمق آبار المشاكل بأن تنفض
هذه المشاكل عن ظهرك وترتفع بذلك خطوة واحدة لأعلى.
يلخص لنا الحصان القواعد الخمسة للسعادة بعبارات محددة كالآتي-:
1. اجعل قلبك خاليًا من الكراهية
2. اجعل عقلك خاليًا من القلق
3. عش حياتك ببساطة
4. أكثر من العطاء
5. توقع أن تأخذ القليل
وقبل هذا كله العمل بما يرضي
القصة الثانية
نموذج للكرم والرحمة
في يوم من الأيام كان أغنى الناس جاءته غنم بين جبلين، وجاء أعرابي فنظر إليها وقال: أكل هذا لك يا محمد؟ فقال نعم. فنظر إليه النبي وقال له: أتعجبك؟ قال نعم، قال هي لك، قال: أتهزأ بي؟ قال لا، اذهب فخذها، فذهب الرجل بها وهو يلتفت خلفه خوفاً من أن يرجع النبي عن قوله، فأخذ الغنم وذهب إلى قومه يقول لهم: جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبداً.
ويأتيه أعرابي فينظر إليه ويرتعد، ظناً منه أنه ملك، فيربت النبي عليه ويقول له: هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة، إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد.
أحياناً تحدث في حياتنا أحداث مؤلمة، فنقول: لماذا يا رب، ثم نكتشف أن وراء ما حدث خيرا كثيرا.
يقول ابن عطاء : الله: ربما منعك ليعطيك، وربما يعطيك ليمنعك.
"وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم".
القصة الثالثة
إشتكت ابنة لأبيها مصاعب الحياة وقالت إنها لا تعرف ماذا تفعل لمواجهتها وإنها تود الاستسلام فهي تعبت من القتال والمكابدة
ذلك إنه ما أن تحل مشكلة تظهر مشكلة أخرى
اصطحبها أبوها إلى المطبخ وكان يعمل طباخا... ملأ ثلاثة أوان بالماء ووضعها على النارسرعان ما أخذت الماء تغلي في الأواني الثلاثة
وضع الأب في الإناء الأول جزرا وفي الثاني بيضة ووضع بعض حبات القهوة المحمصة والمطحونة (البن) في الإناء الثالث
وأخذ ينتظر أن تنضج وهو صامت تماما
نفذ صبر الفتاة ، وهي حائرة لا تدري ماذا يريد أبوها
إنتظر الأب بضع دقائق .. ثم أطفأ النار
ثم أخذ الجزر ووضعه في وعاء
وأخذ البيضة ووضعها في وعاء ثان
وأخذ القهوه المغليه ووضعها في وعاء ثالث
ثم نظر إلى ابنته وقال : يا عزيزتي ، ماذا ترين؟
!!!اجابت الفتاة: جزر وبيضة وبن
ولكنه طلب منها أن تتحسس الجزر فلاحظت أنه صار ناضجا وطريا ورخوا
ثم طلب منها أن تنزع قشرة البيضة فلاحظت أن البيضة باتت صلبة
ثم طلب منها أن ترتشف بعض القهوة فابتسمت الفتاة عندما ذاقت نكهة القهوة الغنية
سألت الفتاة : ولكن ماذا يعني هذا يا أبي؟
فقال : إعلمي يا ابنتي أن كلا من الجزر والبيضة والبن واجه الخصم نفسه ، وهو المياه المغلية
لكن كلا منها تفاعل معها على نحو مختلف
لقد كان الجزر قويا وصلبا ولكنه ما لبث أن تراخى وضعف بعد تعرضه للمياة المغلية
أما البيضة فقد كانت قشرتها الخارجية تحمي سائلها الداخلي لكن هذا الداخل ما لبث أن تصلب عند تعرضه لحرارة المياه المغلية.
أما القهوة المطحونه فقد كان رد فعلها فريد... إذ أنها تمكنت من تغيير الماء نفسه
وماذا عنك ؟؟؟؟؟؟؟
هل أنت الجزرة التي تبدو صلبة.. ولكنها عندما تتعرض للألم والصعوبات تصبح رخوة طرية وتفقد قوتها ؟
أم أنك البيضة .. ذات القلب الرخو .. ولكنه إذا ما واجه المشاكل يصبح قويا وصلبا ؟ قد تبدو قشرتك لا تزال كما هي .. ولكنك تغيرت من الداخل .. فبات قلبك قاسيا ومفعما بالمرارة
أم أنك مثل البن المطحون.. الذي يغيّر الماء الساخن.. وهومصدر للألم.. بحيث يجعله ذا طعم أفضل ؟
فإذا كنت مثل البن المطحون
فإنك تجعلين الأشياء من حولك أفضل إذا ما بلغ الوضع من حولك الحالة القصوى من السوء
فكري يا ابنتي كيف تتعاملين مع المصاعب