حروب الحجاج
حروب الخوارج
في عام 76هـ وجه الحجاج زائدة بن قدامة الثقفي
لقتال شبيب الشيباني البكري الوائلي،
فكانت الغلبة لشبيب.
وفي السنة التي تلتها بعث الحجاج لحرب شبيب:
عتاب بن ورقاء الرباحي، الحارث بن معاوية الثقفي،
أبو الورد البصري، طهمان مولى عثمان.
فاقتتلوا مع شبيب في سواد الكوفة،
فقتلوا جميعاً، وعندها قرر الحجاج الخروج بنفسه،
فاقتتل مع شبيب أشد القتال،
وتكاثروا على شبيب فانهزم وقتلت زوجته غزالة الحرورية
وكانت تقود النساء الخارجيات
ويروى أنها نذرت أن تصلي ركعتين في مسجد الكوفة
والحجاج بها تقرأ فيهما سورتي البقرة وآل عمران
ووفت بنذرها في حماية 70 من جند الخوارج ولم يستطع الحجاج منعه
وقيل في ذلك الكثير من أبيات الشعر ومن أشهرها:
"وفت غزالة نذرها رب لا تغفر لها"، فهرب شبيب إلى الأهواز،
وتقوى فيها، غير أن فرسه تعثر به في الماء وعليه الدروع الثقيلة فغرق.
وقضى الحجاج على من بقي من أصحابه.
في 79 هـ أو 80 هـ قُتل قطري بن الفجاءة رأس الخوارج،
وأُتي الحجاج برأسه، بعد حرب طويلة
اخماد ثورة ابن الأشعث
في 80هـ ولى الحجاج عبد الرحمن بن الأشعث على سجستان،
وجهز له جيشاً عظيماً للجهاد. فلما استقر ابن الأشعث بها خلع الحجاج،
وخرج عليه، وكان ذلك ابتداء حرب طويلة بينهما.
وفي 81هـ قام مع الأشعث أهل البصرة،
وقاتلوا الحجاج يوم عيد الأضحى،
وانهزم الحجاج، فقيل كانت أربع وثمانون وقعة في مائة يوم،
ثلاث وثمانون على الحجاج والباقية له.
وفي 82هـ استعرت الحرب بين الحجاج وابن الأشعث،
وبلغ جيش ابن الأشعث مبلغاً كبيراً من القوة والكثرة،
ثم جاءت سنة 83هـ وفيها وقعة دير الجماجم بين الحجاج وابن الأشعث.
كانت من أكثر الوقائع هولاً في تاريخ الحجاج، وفيها كان له النصر على الثوار من أصحاب ابن الأشعث. وقُتل خلق كثير فيها، وغنم الحجاج شيئاً كثيراً.
وفيها ظفر الحجاج بكل أصحاب ابن الأشعث، بين قتيل وأسير، إلا ابن الأشعث، فقد هرب، لكن أصحاب الحجاج ظفروا به في سجستان فقتلوه، وطيف برأسه في البلدان.
شرسة استمرت ثلاث سنوات
بقيادة قائد جيشه
المهلب بن ابي صفرة
الذي يُحسد الحجاج
على كونه في صفه
فقد كان قائدا عظيما
وإليه يرجع الفضل في انهاء فتنة الخوارج
وهو الذي قاتلهم مع ابناءه تسعة عشر عاما
وقضى على كل الفتن والاضطرابات
والمخاطر المحدقة بهذا البلد
الذي اسمه العراق
...........
العلاقة بين الحجاج وأهل العراق
هي من أكثر العلاقات تعقيداً وطرافة
ومن أكثرها ترويعاً في التاريخ الإسلامي
فالحجاج وُلي على العراق كارهاً لأهلها
وهُم له كارهون
واستمرت العلاقة بينهم كزواج كاثوليكي
بالإجبار لا يجوز فيه الطلاق،
ولا أمل للفكاك منه إلا بموت أحد الزوجين.
كان الحجاج دائم السب لأهل العراق في خطبه
فكثيرة خطبه التي يذكر فيها أهل العراق بشكل سيئ
والتي يرى فيها العراقيون إساءة إلى اليوم .
فدائماً كان يذكرهم:
"يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنفاق...."
إلى آخر خطبه، والتي يمعن فيها في ذكر صفاتهم:
"فإنكم قد اضجعتم في مراقد الضلالة..."،
وغير ذلك من الخطب الكثيرة فيهم، كراهة منه لهم.
ومن ذلك أنه لما أراد الحج استخلف ابنه محمد عليهم،
وخطب فيهم أنه أوصى ولده بهم بغير وصية الرسول في الأنصار،
أن يقبل من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم،
فقد أوصاه ألا يقبل من محسنهم،
ولا يتجاوز عن مسيئهم،
وقال لهم: أعلم أنكم تقولون مقالة لا يمنعكم من إظهارها إلا خوفكم لي،
لا أحسن الله لك الصحابة، وأرد عليكم: لا أحسن الله عليكم الخلافة.
وفاته
مات الحجاج ليلة السابع والعشرون
من رمضان عام 95هـ.
وقيل أن موت الحجاج كان بالنقرس
وقبلها مرض مرضاً شديداً.
وصيته
ترك الحجاج وصيته، وفيها قال:
بسم الله الرحمن الرحيم،
هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف :
أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأن محمداً عبده ورسوله،
وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك،
عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث.. الخ
قال عند احتضاره :
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا
أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء؟ ويحهم
ما ظنهم بعظيم العفو غفار
ويروى أنه قيل له قبل وفاته:
ألا تتوب؟ فقال:
إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة
وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع.
وقد ورد أيضاً أنه دعا فقال:
اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل.
قبره
دُفن في قبر غير معروف المحلة في واسط،
فتفجع عليه الوليد
وجاء إليه الناس من كل الأمصار
يعزونه في موته
وكان يقول:
كان أبي يقول أن الحجاج جلدة ما بين عينيه
أما أنا فأقول أنه جلدة وجهي كله.
حبه لاهل الشام
فكانوا أكثر الناس محبة للحجاج،
وأكثرهم نصرة له،
وبكاء عليه بعد مماته،
وقيل أنهم كانوا يقفون على قبره فيقولون
رحم الله أبا محمد.
وكان الحجاج محباً لهم،
دائم الإشادة بخصالهم، والرفع من مكانتهم،
وكان كثير الاستنصار بهم،
ومعظم جيشه كان منهم، وكان رفيقاً بهم.
من اقوال الحجاج
كان الحجاج بن يوسف بليغاً فصيحاً،
محباً للشعر كثير الاستشهاد به،
مُعظماً للقرآن وآياته،
كريماً، شجاعاً،
وله مقحمات عظام وأخبار مهولة.
* إن الحجاج عذاب الله،
فلا تدفعوا عذاب الله بأيديكم،
ولكن عليكم بالاستكانة والتضرع
فإنه تعالى يقول
((وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ))،
سورة المؤمنون آية 76.
* قال ابن كثير فيه:
الحجاج بن يوسف الثقفي
*كان فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق
(الهلاك والظلم)،
* وكان يغضب غضب الملوكِ...
* وقال أيضاً: وكان جباراً عنيداً
مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.islamicteacher.org/backgrounds/1.gif');background-color:rgb(178, 34, 34);border:5px groove rgb(75, 0, 130);"][cell="filter:;"][align=center]* وقد رويت عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر
فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها
والا فهو باق في عهدتها
ولكن يخشى أنها رويت عنه
بنوع من زيادة عليه>>
* وكان يكثر تلاوه القرآن ويتجنب المحارم
* ولم يُشتر عنه شيء من التلطخ بالفروج
* وإن كان متسرعاً في سفك الدماء>
* فلا نكفر الحجاج،
ولا نمدحه،
ولا نسبه ولكن نبغضه في الله
بسبب تعديه على بعض حدود الله واحكامه
وأمره إلى الله
كما أن ابن كثير
تحدث عن بعض من عينهم الحجاج
*وكانوا ذوي سمعة طيبة مثل
عروة بن المغيرة بن شعبة
حيث ولي إمرة الكوفة>
كان للحجاج الكثير من المواقف
والحكم، والحكايات الشهيرة
واقوال الفصيحة، والرسائل، والخطب
والتوقيعات، وله مجموعة أشعار متفرقة>
فقصص الحجاج وأخباره كثيرة جداً،
وموجودة في كتب التاريخ،
ما يدل على عظم نفوذه،
ولا زالت أقواله باقية إلى اليوم
ومذهبه في الحكم باق إلى اليوم>
وقيلت فيه الكثير من ابيات بعد موته
، والتي تذمه، كما قيل في حياته>
[/align][/cell][/tabletext][/align]
* قال الذهبي فيه
[align=center][tabletext="width:70%;background-image:url('http://www.islamicteacher.org/backgrounds/3.gif');background-color
urple;border:8px groove red;"][cell="filter:;"][align=center]الحجاج بن يوسف الثقفي
*كان ظلوماً، جباراً خبيثاً سفاكاً للدماء
*وكان ذا شجاعة وإقدام
ومكر ودهاء،
وفصاحة وبلاغة،
وتعظيم للقرآن...
إلى أن قال:
* فلا نسبهُ ولا نحبه،
بل نبغضه في الله،
فإن ذلك من أوثق عرى الايمان،
*وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبهِ،
* وأمره إلى الله وله توحيد في الجٌملة،
ونظراء من ظلمة الجبابرة الأمراء
[/align][/cell][/tabletext][/align]
الحكايات التي قيلت فيه
كما دخل الحجاج في القصص الشعبي،
والمخيلة الشعبية،
فظهر جشعاً طماعاً خاطف نساء
في حكايات ألف ليلة وليلة
كما صورته المخيلة الشعبية
بصور بشعة
التي كانت تكتب
من قبل الشعوبيين تلك الفترة
وتسلط عليهم الحجاج
لبدعهم وتحريفهم في الدين الإسلامي.
[frame="1 80"]المصادر.
تهذيب تاريخ دمشق (4|68).
محاضرات الأدباء (4|495).
تاريخ دمشق (4|82).
البداية والنهاية (9|138).
الطبقات لابن سعد (7/164)
بإسناد صحيح.
البداية والنهاية – ابن كثير
مروج الذهب – المسعودي
تاريخ الخلفاء – السيوطيالحجاج بن يوسف الثقفي
..................................[/frame]