بعض الظروف المقطوعة عن الإضافة لفظا
من الظروف المختصة بالمكان : الجهات الست ، وهى ظروف مقطوعة عن الإضافة لفظا ، مثل : فوق ، تحت ، يمين ، شمال أو يسار ، أمام أو قدام ، وخلف أو وراء . وهذه الظروف تجري مجرى قبل وبعد . فإن أضيفت أو قطعت عن الإضافة لفظا ، ومعنى كانت معربة . نحو : الكتاب فوق المكتب ، ووقف المدير أمام الطلاب ، وجلست تحت الشجرة ، وسرت يمينا ، واتجهت شمالا وصليت خلف الإمام ، ويهرب الطلاب من وراء السور .
ومنه قوله تعالى { وهو القاهر فوق عباده }1 .
وقوله تعالى :{ إذ جاءكم من فوقكم }2 ،
وقوله تعالى { إذ يبايعونك تحت الشجرة }3 ،
وقوله تعالى { تجري من تحتها الأنهار}4 ،
وقوله تعالى { بل يريد الإنسان ليفجر أمامه }5 .
" وأمام " في الآية ظرف مكان استعير هنا للزمان ، أي ليفجر فيما بين يديه ، ويستقبله من زمان حياته (6) . وليس في القرآن من " أمام "
سوى هذه الآية . وقوله تعالى { لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه }7 .
وقوله تعالى { واتخذتموه وراءكم ظهريا }8 .
وقوله تعالى { ومن ورائه عذاب غليظ }9 .
* فإن قطعت عن الإضافة لفظا لا معنى بنيت على الضم .
نحو : ضع الكتاب فوقُ ، وانزل من فوق ، وقف أمام ، ولا تمش من أمام .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 18 الأنعام . 2 ـ 10 الأحزاب .
3 ـ 18 الفتح . 4 ـ 25 البقرة .
5 ـ 5 القيامة . 6 ـ انظر البحر المحيط ج8 ص385 .
7 ـ 42 فصلت . 8 ـ 92 هود . 9 ـ 17 إبراهيم .
والتقدير : فوق المكتب ، أو من فوق المكتب ، أو من فوق الشجرة .
فحذفنا المضاف إليه ونوينا معناه .
ومنه قول أبى النجم العجلي :
موتق الأعـــلى أمين الأســـفل أقب من تحتُ عريض من عل
الشاهد : " من تحت " فهو مبنى على الضم ، في محا جر ، لأنها قطعت عن الإضافة لفظا لا معنى ، والتقدير : من تحته .
ومنه قول الله تعالى : "لله الأمر من قبل ومن بعد" الروم والتقدير: أي من قبل هذه الغبة بين الفريقين ومن بعده ، ومنه قول أحدهم:
لعن الإله تعلة بن مسافر لعنا يشن عليه من قدام
الشاهد : من قدام ، فهو مبنى على الضم ، في محل جر ، لقطعه عن الإضافة لفظا لا معنى ، والتقدير من قدامه .
* وإن انقطعت الظروف السابقة عن الإضافة لفظا ومعنى ، وأردت بها جهة غير معينة ، قاصدا التنكير والإبهام أعربتها بالنصب . نحو : اتجه يمينا أو شمالا .
أما إن أردت تعيين جهة معينة ، فإنما تعينها بالإضافة ، وتكون معربة بالنصب أيضا . نحو : اتجه يمين المنصة ، وقف يسار المكان .
وقد يكون التعيين بحذف المضاف إليه ، وبناء الظرف على الضم .
نحو : اتجه يمين ، وقف يشار .
ويشبه الظروف السابقة في استعمالها ، ولها نفس أحكامها ، الظروف المكانية التالية : أول ، وأسفل ، ودون . نحو: اجلس أولَ الطلاب ، واجلس أولَ ، وأولُ ، والتقينا عام أولَ ، وسر من أولَ ، واقعد أسفلَ ، وقم من أسفلَ .
ومنه قوله تعالى { قل يحييها الذي أنشأها أول مرة }1 ،
وقوله تعالى { ثم رددناه أسفل سافلين }2 ، وقوله تعالى { والركب أسفل منكم }3 .
ـــــــــــــــــــــــ
1 ـ 79 يس . 2 ـ 5 التين .
3 ـ 42 الأنفال .
وقوله تعالى { أإفكا آلهة دون الله تريدون }1 .
وقوله تعالى { ودون الجهر من القول }2 .
* أما أول وأسفل فلهما استعمالان :
1 ـ أن يكونا صفتين على وزن أفعل التفضيل ، وبذلك يمنعان من الصرف للوصفية ووزن أفعل ، لذا لم ينونا ، ويجرا بالفتحة نيابة عن الكسرة ، نحو : وصل محمد أول ، وسر من أسفلَ ، ولقيته عام أولَ .
وأن يكونا اسمين فيصرفان ، نحو : لقيته عاما أولا . ومنه " ما له أول ولا آخر " .
ــــــــــــــــــــــــ
1 ـ 86 الصافات .
2 ـ 168 الأعراف .
منقول بتصرف بسيط للفائدة