السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكل شيء نهاية, و لكل ليل فجر , و لكل كتاب صفحة أخيرة, و لكل نوم استيقاظ
و لكل طريق نقطة وصول, و لكل أجل كتاب. و النهاية شيء حتمي لكل شيء بدأ, و لذا من العقل أن يفكر الإنسان بالنهاية
و أن يحسب حسابها, و أن يستعد لها منذ البداية.
أبدأ و عينك على النهاية لأن هذا سوف يجعلك تركز جهودك أثناء المسير.
بعضنا يبدأ حياته أو مشروعه أو تحقيق أهدافه دون أن يفكر بالنهاية, فيسيء في البداية و يعتقد أنه سوف يحسن النهاية,
و هذا لا يستقيم لأن المقدمات دليل و مؤشر على النتائج و على النهايات, و قديماً قيل "من كانت بدايته محرقة, كانت نهايته مشرقة".
فنحن لا ننتظر نهاية الفصل الدراسي لكي نجتهد في الدراسة, و نقول إننا سوف نعوض في الاختبار النهائي, و لا أحد يضيع عمره وأوقاته فيما لا ينفع و يقول عندما أكبر سوف أحسن العمل, لأن الإنسان لا يعرف خواتيم عمله و لا خواتيم حياته.
كما أن الفرص المتاحة في البداية قد لا تكون كذلك في النهاية, والهمة و العزم و النشاط قد لا تستمر معنا طوال حياتنا, لذا يجب استغلال البدايات لكي نحسن في النهايات.
ليس من المنطقي أن نتعامل مع حياتنا و دراستنا ومشاريعنا و طموحاتنا على طريقة الميكروويف أوالإنضاج السريع, لأن هناك بعض الأمور التي تحتاج إلى الوقت كعامل مهم في تكوينها و تشكيلها.
فالثقافة, مثلاً, لا يمكن أن تتركها لآخر الوقت و تقول في نفسك عندما أكبر سوف أقرأ عدة كتب و أصبح مثقفاً, ليت الأمور كانت بهذه السهولة.
الثقافة تحتاج إلى وقت طويل من القراءة المتنوعة و المكثفة و النضج العمري حتى تستطيع أن ترى نتائجها عليك.
حب القراءة كذلك يحتاج إلى تمرين و دربة و ممارسة حتى تطوع نفسك على فعلها بسهولة.
بعض الناس تراه يقرأ بنهم و حب و شوق, بينما بعضنا يجد صعوبة و مشقة شديدة في قراءة الكتب المدرسية المقررة عليه, لماذا يحصل هذا؟
إنها البدايات المحرقة و الانطلاقة الجادة و المركزة.
لا تشغلوا بالكم في النهايات لأنها آتية لا ريب فيها, ولكن اشغلوا تفكيركم و اهتمامكم ببداياتكم و بما تقومون به الآن, لأن ما تفعلونه الآن سوف يؤثر بشكل حتمي في النهايات, فالمستقبل يصنعه الحاضر, و النهاية تصنعها البداية, فابدأ الآن و غير مستقبلك للأفضل!
بعد قراءتكم اعزائي لهذه الكلمات ..مالذي استفدتموه؟؟
وهل انتم ممن يركزون جهدهم في النهاية فقط؟؟
مع جزيل الشكر
للفايدة