رحمها الله تعالى ورحم جميع المسلمين وأسال الله تعالى ان يسكنها الفردوس الاعلا من الجنة
آآآآآآآآآآآمين يا رب العالمين
وقد ذكرتني بما قاله الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى وهو يتحدث بكل الم عن وفاة أمه .

وما زلت أرتشف من عبيق الذكريات رحيقاً لا يمل !
ففي الجزء الثاني ازدادت عذوبتها
وأصبحت حديثاً تمنيت ألا نهاية له !
أبرز ما في هذا الجزء ..حديثه عن وفاة أمه 
يا لها من قصة وتبعاتها مؤثرة جداً 
يقول الشيخ علي ..في حلقته الـ 47 تحت عنوان /
( يوم ماتت أمي )
” وجاء اليوم الأسود .. وكان يوم أربعاء أذكره تماماً
وكان في الثاني والعشرين من صفر سنة 1350 هـ
عدت إلى الدار فوجدت أمي معصوبة القدم ،
وإذا هي تسر في أذني أن في رجلها جرحاً صغيراً من مقص سقط عليها .
فهممت أن آتي بالطبيب فقالت : لا .
لم ترد أن أتعب أن بدعوة الطبيب ولم تحب أن تزعج إخوتي بمعرفة الخبر ،
وهوّنَت من أمره فرأيته هيناً ..
وأصبحت فأوهمتني أن الجرح قد برئ ..
ولم أعلم أنها أمضت كل الليل ساهرة لأن الألم لم يكن ليدعها تنام .
فلما اشتد الوجع إلى اليوم الثالث واشتد ولم تعد تستطيع احتماله خبرتني ..
ذهبت بها لدكتور في عيادة .. فشق الجلد لينظف الجرح من غير أن يطهر المشرط ،
فوضع هو أسباب الداء من حيث كنا نرجو على يديه الشفاء .
وأعدتها إلى الدار فإذا الألم يزيد ولا ينقص ،
كان في القدم فارتفع إلى الساق
فذهبنا بها إلى المستشفى .. فأدخلوها مباشرة إلى غرفة العمليات
وخرج الدكتور يقول : لابد من بتر الساق .. فاكتب هنا أنك موافق .
ولم يدع لي وقتاً للتفكير .. فالأمر لا يحتمل التأخير
فكتبت وأخذ الورقة ودخل ،
ولبثت مثل المشدوه أفكر كيف تدخل بساقين وتخرج بساق واحدة .
وكبر علي الأمر ونسيت أن بعض الشر أهون من بعض وأن الإنسان يتمنى المصيبة إذا واجه أكبر منها
لقد تمنيت بتر الساق حين فُتح الباب وظهر الدكتور ..
ينطق وجهه قبل أن ينطق لسانه ، يخبر أن أمي لن تخرج بساق ولا بساقين ،
لن تخرج إلا محمولة الأعناق .
لقد ماتت أمي ! “
( القصة اختصرتها لأضعها هنا وإلا فالشيخ قد تحدث عنها بتفاصيل أكثر )
بعد وفاة والدته – رحمها الله – ورحم الله شيخنا علي الطنطاوي
ورحم الله كل من يقرأ هذه السطور 
كانت في سوريا وفي أغلب الدول العربية بدعة قد أصبحت عادة
وهي أن بعد وفاة الشخص يجتمعون في بيت المتوفى
ويقرأون القرآن ويلبسون السود ( للنساء )
فبعد وفاة والدة الطنطاوي .. أصرت عليه عمته وخالته بفعل هذه العادة
فأبى وقال يتحدث عن نفسه :
“أفئن فقدت أمي فهل أفقد معها ديني وعقلي ورجولتي ؟
لا .. وقلت لخالتي وعمتي : لا ! “
ثم أخذ إخوته وأغلق الباب وحمل معه المفتاح واتجه للوادي .. يقول ما نصه :
“ وما نمت حتى تلقيت طعنة مفاجئة من خنجر حاد ،
حين أقبلنا نفرش الفرش لننام فسألني أخي الصغير سعيد :
وأين ستنام أمي