عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
 
مشرف
خوله قبها غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 21
تاريخ التسجيل : Jul 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 540
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
افتراضي طفولة رسول الله صلى الله عليه وسلم

كُتب : [ 01-20-2014 - 10:18 AM ]



سنرى كيف صنعالله رسوله صلىالله عليه وسلم على عينه ، سرَّ قوله سبحانه {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} طه39

كيف تولاه ربُّنا منذ الصغر؟ سنجد أمراً عجيباً ، وسرَّاً غريباً ،
وشأناً أي شأن ، فقد حفظالله رسوله من لحظة ميلاده ، من كل ما يشين الإنسان ، ويعيبه ، ويقربه إلى الشرور ، أو إلى المعاصي ، أو إلى الرجس ، أو إلى الدنس ، وجعله كما قال حسان بن ثابت :

خُلقتَ مُبرَّءاً من كل عيب ،،،، كأنك قد خلقت كما
تشاء

ومن أجل هذا كانت الملائكة هي التي تتولى
رعايته ، والإحاطة به في كل مرحلة من مراحله ، فإذا مشى فالملائكة من أمامه ، ومن خلفه ، وعن يمينه ، وعن شماله ، تحرسه وترعاه ، وإذا نام ؛ يقف جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند قدميه ؛ يحرسانه ، ويحيطانه برعايةالله سبحانه وتعالى

ولذا تحكى السيدة حليمة السعدية {أنه صلى
الله عليه وسلم ، شبَّ ليس كبقية الأطفال ، فتروى أنه {جلس وعنده أربعة أشهر ، ووقف على قدميه وأستند على الجدران ، ومشى وعنده خمسة أشهر ، ومشى مشياً طبيعياً ، ونطق بجميع الألفاظ العربية وعنده ستة أشهر ، قالت : وكان من يراه وعنده ستة أشهر ، يظن أن عنده أربعة أعوام}[1]

{وعن العباس بن عبد المطلب ، قال : قلت يا
رسول الله ، دعاني للدخول في دينك أمارة لنبوتك ، رأيتك في المهد تناغى القمر وتشير إليه بإصبعك ، فحيث أشرت إليه مال ، قَالَ : إِنِّى ُكنْتُ أُحَدِّثَهُ ، وُيُحَدِّثُنِى ، وَيُلْهِينِى عَنْ البُكاءِ ، وَاسْمَعُ وَجْبَتَهُ حِينَ يَسْجُدُ تَحْتَ الْعَرْشِ }[2]

وقد حفَّه
الله بآيات فضله وإكرامه في طفولته ، وفي ريعان شبابه ، ليعلم من حوله قدره ، فيؤمنوا به عند إرسالالله له فمن ذلك :

أن أهل مكة عندما كانوا يصابون بالقحط ،
ويقل المطر عندهم ، كانوا يذهبون إلى جده عبد المطلب ، فيأخذه صلىالله عليه وسلم وهو طفل صغير ، ويصعد به إلى جبل أبى قبيس المطل على الكعبة ، فيدعواالله وهو ممسك بيده صلىالله عليه وسلم فيستجيبالله له وينزل المطر كأفواه القرب

وكان السبب في ذلك أنه أصاب مكة
والجزيرة العربية كلها قحط شديد ، فرأى نفر كثير من قريش رجالا ونساء أنالله لن يأتي لهم بالحيا {المطر} ؛ إلا إذا دعا لهم رجل رأوه بهيئته ، وعرفوه بصفته ، ومعه ابن صغير له ، فلما قصُّوا ما رأوه ، وطبَّقوا ذلك على ما يعاينوه ، وجدوا أن تلك الصفة لا تنطبق إلا على عبد المطلب وولد ولده عبدالله :

{فلما تيقنوا بذلك ذهبوا إليه ،
وأخبروه ، وأخذوه معهم ، وصعدوا به الجبل ، فأمسك بالصبي {محمد صلىالله عليه وسلم} ودعاالله ، فنزل المطر على مكة ، ولم ينزل على ما حولها من بلاد العرب .، وعندما نما الخبر إلى العرب خارج مكة ، أسرعوا إلى مكة ، وذهبوا إلى عبد المطلب ، وطلبوا منه الدعاء لهم لينزل عليهم المطر ، مثل أهل مكة ، فأخذهم وذهب بهم إلى عرفات ، ومعهرسول الله صلىالله عليه وسلم ، فأمسك بيده صلىالله عليه وسلم ، ودعاالله ، فهطلت السماء بالماء مدراراً ، وسقىالله الجزيرة العربية كلها ببركته صلىالله عليه وسلم}[3]

وقد قال في ذلك أبو طالب قصيدة طويلة مطلعها
:

وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ،،،، ثمال اليتامى
عصمة للأرامل

وقد استمر معه هذا الفضل الإلهي
عندما انتقل إلى كفالة عمه أبى طالب ، فقد أوصاه به عبد المطلب عندما حانت منيته ، وقال له {أنتَ تعلمُ ما قاله الأحبارُ والرهبانُ بشأنه ، وإني أخافُ عَليه من اليهود ، فَحَافِظْ عَلى ابنِ أخيك}[4]

فنفذَّ
وصيته ، وقد شجَّعه على ذلك ما رآه منرسول الله صلىالله عليه وسلم ، فقد كان أولاده يقومون من نومهم شعثا وهيئتهم رثة ، ووجوههم متجهمة

{بينما يقوم صلى
الله عليه وسلم نشيطاً ، كحيل العين ، مُسترسل الشعر ، كأنما مسَّه بزيت ، طيِّب الرائحة كأنه وضع عطراً ، وكان إذا اجتمع أولاده على طعام ، ومعهمرسول الله صلىالله عليه وسلم ، يشبعون من الطعام - مع قلَّته - ، فإذا افتقدوه عند تناول الطعام ، لم تمتلئ بطونهم ، ولم يدركوا الشبع مع كثرة الطعام

وكذا كانوا في
الشراب ، فكان إذا بدأ برسولالله صلىالله عليه وسلم وناوله كوباً من اللبن ، يأخذ حظه منه ، ثم يناولهم فضلته فترويهم جميعاً ، ولا يحتاجون لغيره ، فإذا غاب عنهم ؛ شربوا حلاب إبلهم كلها ، وظلُّوا عطاشا لما فقدوه من بركته صلىالله عليه وسلم ، وهذا ما جعل أبا طالب يحرص ألا يأكل إلا معه صلىالله عليه وسلم ويقول له : إنك لمبارك}[5]

وكان
رسول الله صلىالله عليه وسلم في تلك الفترة {لا يشكو جوعاً ولا عطشاً ، حتى ولو مكث أياماً متوالية بدون طعام أو شراب ، ولا يطلب منهم ، أم من أحد طعاماً ، فإذا عرضواعليه الطعام أجاب، وإذا تركوه ، أو نسوه ، صبر غير متبرم ، ولا ضجر}[6]



توقيع :

رد مع اقتباس