الموضوع: خلوف فم الصائم
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
 
زائر
 
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : n/a
عدد النقاط :
قوة التقييم :
افتراضي خلوف فم الصائم

كُتب : [ 08-08-2012 - 11:00 PM ]


[frame="1 80"]
(( والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك ))
هو جزء من حديث رواه البخاري [1805] ومسلم [1151]عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به والصيام جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك للصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح وإذا لقي ربه فرح بصومه ))
عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بها ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها وإنه كاد أن يبطئ بها فقال عيسى إن الله أمرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها فإما أن تأمرهم وإما أنا آمرهم فقال يحيى أخشى إن سبقتني بها أن يخسف بي أو أعذب فجمع الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وتعدوا على الشرف فقال إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن
... وآمركم بالصيام فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها وإن ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) [رواه الترمذي وقال: حديث حسن]

قال تعالى : "وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين" [الأعراف : 142]
قال ابن عباس ومجاهد ومسروق رضي الله عنهم : أمره أن يصوم الشهر وينفرد فيه بالعبادة ; فلما صامه أنكر خلوف فمه فاستاك . قيل : بعود خرنوب ; فقالت الملائكة : إنا كنا نستنشق من فيك رائحة المسك فأفسدته بالسواك . فزيد عليه عشر ليال من ذي الحجة . وقيل : إن الله تعالى أوحى إليه لما استاك : ( يا موسى لا أكلمك حتى يعود فوك إلى ما كان عليه قبل , أما علمت أن رائحة الصائم أحب إلي من ريح المسك ) . وأمره بصيام عشرة أيام .[الجامع لأحكام القرآن/ القرطبي]

قال أبو حاتم ابن حبان في صحيحه : شعار المؤمنين يوم القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقاً بينهم وبين سائر الأمم وشعارهم في القيامة بصومهم طيب خلوف أفواههم أطيب من ريح المسك ، ليعرفوا من بين ذلك الجمع بذلك العمل .
من ألطف ما استنبطه العلماء من هذا الحديث ما نقله المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير عن ابن جماعة قوله : (( وفيه : أن خُلُوفَ الصائم أفضلُ من دم الجريح في سبيل الله ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الشهيد : إن ريحـه ريـحُ المسك ، وقال في خلوف الصائم : إنه أطيب منه . ووجهُ ذلك : أنَّ الجريحَ يظهرُ أمرُه للناس ، فربما داخله رياءٌ ، والصائمُ لا يعلم بصومه إلا الله ، فلعدم دخول الرياء فيه صار أرفع )) [5199]
وقال ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد : قال الشافعي رحمه الله : أُحبُّ السواكَ عند كلِّ وضوءٍ بالليل والنهار ، وعند تغيُّر الفم ، إلا أني أكرهُـه للصائم آخرَ النهار ، من أجل الحديث في خُلُوف فم الصائم . وبه قال أحمدُ بنُ حنبل وإسحاقُ بن راهويه وأبو ثور ، ورُوِيَ ذلك عن عطاء ومجاهد )) [باب العين /أبو الزناد عبد الله بن ذكوان / الحديث الثالث والخمسون : ((والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك )) ]
ومما احتج به أصحاب هذا الرأي : ما رواه عَطَاءٌ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : لَكَ السِّوَاكُ إِلَى الْعَصْرِ فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَأَلْقِهِ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : ((خُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ ))

قال النووي : (( واحتج أصحابنا –الشافعية- بهذا الحديث على كراهة السواك للصائم بعد الزوال ؛ لأنه يُزيلُ الخلُوف الذي هذه صفتُه وفضيلتُه ، وإنْ كان السواكُ فيه فضلٌ أيضاً ؛ لأن فضيلة الخلوف أعظم .
وقالوا : كما أن دم الشهداء مشهودٌ له بالطيب ، ويُتْرَكُ له غسلُ الشهيد ، مع أن غُسْلَ الميت واجبٌ ، فإذا تُرِك الواجبُ للمحافظة على بقاء الدم المشهودِ له بالطِّيب ؛ فتَرْكُ السواك الذي ليس هو واجباً للمحافظة على بقاء الخُلُوفِ المشهودِ له بذلك أولى . والله أعلم )) [المجموع شرح المهذب - كتاب الطهارة - باب السواك وقت كراهة السواك]

[/frame]

توقيع :

رد مع اقتباس