عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية أبو خبيب
 
مشرف
أبو خبيب غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 55
تاريخ التسجيل : Sep 2011
مكان الإقامة : فلسطين
عدد المشاركات : 3,379
عدد النقاط : 10
قوة التقييم :
افتراضي أنتم شهود الله في أرضه

كُتب : [ 09-10-2012 - 11:36 AM ]


أنتم شهود الله في أرضه


[frame="7 90"]الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ....
أما بعد عباد الله: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، والعودةِ والإنابةِ إليه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا , يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا }
معاشر المؤمنين: لقد جعل الله هذه الدنيا دار ابتلاء واختبار، وهيأها لأن تكون مزرعة للآخرة، يعمل فيها العبد ما يُصلح آخرته، ويبني دار المستقر استعداداً للرحيل من هذه الدار.
والكيس من الناس من عمل لما بعد الموت، وحاسب نفسه، وأصلح أعماله وأحواله، وتدارك أخطاءه وأوزاره، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم مَا الْإِيمَانُ ؟ قَالَ: (( إِذَا سَرَّتْكَ حَسَنَتُكَ وَسَاءَتْكَ سَيِّئَتُكَ فَأَنْتَ مُؤْمِنٌ)) قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا الْإِثْمُ ؟ قَالَ: (( إِذَا حَاكَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ فَدَعْهََََُ)).
والحريص يستفيد من تجارب حياته، ويدقق النظر في مُحصِّلَةِ جهوده وانجازات عُمُرِه، ومِنْ نَظْرَةِ الناسِ له وعلاقتهم به، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ إِذَا أَحْسَنْتُ وَإِذَا أَسَأْتُ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و سلم : (( إِذَا سَمِعْتَ جِيرَانَكَ يَقُولُونَ قَدْ أَحْسَنْتَ فَقَدْ أَحْسَنْتَ وَإِذَا سَمِعْتَهُمْ يَقُولُونَ قَدْ أَسَأْتَ فَقَدْ أَسَأْتَ)).
فالناس هم شهود الله في الأرض، عن أَنَسٍ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ مُرَّ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ: ((وَجَبَتْ)) ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا فَقَالَ: ((وَجَبَتْ)) فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قُلْتَ لِهَذِهِ وَجَبَتْ وَلِهَذِهِ وَجَبَتْ فَقَالَ: ((شَهَادَةُ الْقَوْمِ وَالْمُؤْمِنُونَ شُهُودُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ)) وفي رواية: (( هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار؛ إنكم شهودُ الله في الأرض)).
فلاحِظ عبد الله عندما يذكر الناسُ صاحبَ بدعةٍ أو ظالماً أو طاغيةً أو مُفسداً، تجد القلوبَ تُبغضُه والنفوسَ تمقُُتُه عياذاً بالله،
بينما ترى قلوبَ الملايين من البشر تميلُ إلى شخص حباً وإجلالاً وتقديراً له، ومن تأمل في هاتين الصورتين عرف المعنى الحقيقي لما خرَّجه الإمام البخاري رحمه الله عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم: (( إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ إِنِّي أُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبَّهُ - قَالَ- فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَنًا فَأَحِبُّوهُ. فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ - قَالَ- ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ. وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضْهُ - قَالَ- فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِى فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلاَنًا فَأَبْغِضُوهُ - قَالَ- فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الأَرْضِ ))
فسبحان الله الذي سخَّر العباد وأنطق ألسنتهم, فالعالِم والمصلح والمحسن، يُثنَى عليه، ويُدعى له ويُترحَّمُ عليه، وعلى النقيض عندما يُذكر المبتدعُ أو الظالم أو المفسد، يُذكر بمساوئه، والقلوبُ مملوءة ببغضه، والألسنةُ تدعو عليه نسأل الله العافية .
ففي هذا موعظةٌ بليغةٌ لكلِّ حيٍ، فلا أحدٌ يأمنُ الفتنةَ على نفسه، إنما عليه أن يستمسك بحبل الله, ويتعلق برجائه، ويسألَ الله الثبات على الحق حتى يلقاه، وأن يسعى للخير، ويبارك له، ويعينَ عليه ولو بكلمة طيبة، وأن يعاملَ الناس بأحسَنِ ما يُحبّ أن يعاملوه به، وأن يُخلِّصَ نفسه من المظالم والحقوق، فالدنيا دار ممر، ولن يبقى للعبد فيها بعد فراقها إلا الذكر الحسن، وما تلهج به ألسن المؤمنين من الدعوات.
فيا من طغى وعتا وتجبر .... اتق الله، ويا من سرق ونهب وتكبر ...... اتق الله، ويا من اغتر بشبابه وماله .... ويا من اغترت بجمالها والتفاف العشاق من حولها .... ويا من غره منصبه أو جاهه .... اتقوا الله.
فأمام كلِّ واحدٍ منا قبرٌ ينتظره ... وملائكةٌ ستسأله وتناقشه ... وأعمالٌ سيُحاسب على صغيرها وكبيرها، ونحن اليوم بين شهودِ الله في الأرض، وأمامنا فرصةٌ للتوبة والتعديل والتغيير، فلنبادر بالتوبة إلى الله، ولنحذر من كلِّ ما يُوقِعُ بُغضنا في قلوب الناس، وأن لا نجعل الدنيا أكبر همنا، فالأميرُ والفقيرُ والعالِمُ والعابد والعامل، لن ينالوا من الدنيا إلا ما كُتب لهم، وسيرحلون عنها بطريقة واحدةٍ مهما اختلفت الأسباب، والمآل الأول إلى القبر، ولن يدخل معه إلا عملُه، عن أنسٍ رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَيَبْقَى عَمَلُهُ)).
نسأل الله جل وعلا أن يرزقنا حسن الخاتمة، وأن يعيذنا من سوء الخاتمة، اللهم احفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، ودنيانا التي فيها معاشنا، وآخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير، والموت راحة لنا من كل شر، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، يارب العالمين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، وهدانا لإتباع سيد المرسلين، .....



الثانية
الحمد لله على إحسانه .....
أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (18) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (19) لَا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ }
عباد الله: عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: (( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ)) والخميصةُ هو الثوب الجميل، والخميلة هي الفُرُش.
فسر النبي صلى الله عليه و سلم هذه العبادة بقوله( إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ )) وفي رواية: ((وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ))، ثم دعا عليه وقال: (( تَعِسَ وَانْتَكَسَ وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتَقَشَ)) فدعا عليه بالانتكاسة وعدم تيسير أموره، حتى في إخراج الشوكة من جسمه إذا شيك فلا انتقش، فمن كان عبداً لغير الله فهو جدير بعدم تيسير أموره؛ لبُعدِهِ عن تقوى الله عز وجل.
وختم صلى الله عليه و سلم الحديث بقوله: (( طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَشْعَثَ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٍ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنْ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفَعَ لَمْ يُشَفَّعْ )).
واحذر يا عبد الله من استدراج الله، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ: (( إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ )) ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ}
يا من بدنياه انشغل وغرّه طول الأمل ..... الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
هذا وصلوا وسلموا على خير البرية، وأزكى البشرية، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال: { إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[/frame]


منقول

توقيع :

رد مع اقتباس