عرض مشاركة واحدة
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
زائر
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : n/a
عدد النقاط :

افتراضي اللهم اجمعنا بها في الجنات

كُتب : [ 10-06-2011 - 09:24 PM ]




لم تلتفت رقية إلى وساوس الشيطان ومضت إلى ربها حال لسانها يقول ( وعجلت إليك ربي لترضى )
صبراً فإن بعد الضراء سراء وبعد الظلام ضياء وصلت إلى أرض الحبشة وظلت تدعوا الى الله
وتقص على المؤمنات أخبار أبيها وتحكي لهن عن حسن خلقه وتخبرهم بأنه كان قُرءاناً يمشي على الأرض
وأثرت شد الشوق والحنين إلى أبيها وأمها وأرضها وأخوتها عليها فأسقطت جنينها الأول
ولعل مما خفف عنها ألامها رعاية زوجها وعنايته بها





ظل المسلمون في أرض الحبشة يعبدون الله حتى ترامت إليهم أخبار تقول ان قريش قد أسلمت
فعادت رقية وزوجها إلى مكة
وحينما أصبح الصباح وتحدثت قريش بأن المسلمين قد عادوا إلى مكة صبوا عليهم العذاب صباً
وساقوهم ألوان العذاب وهاجروا ثانية إلى الحبشة
وخرجت رقية مع زوجها عثمان مُهاجرة إلى الله ورسوله
تاركةً البيت الذي فيه تربت وأمها التي في أحضانها كبرت ، تاركةً أخواتها ،
ولسان حالها يقول (وعجلت إليك ربي لترضى )





هاجرت الهجرتين وقال النبي -صلى الله عليه وسلم - في شأنها وفي شأن عثمان
إن أول من هاجر الى الله بأهله بعد نبي الله لوط عثمان بن عفان والأثــــر ضعيف

مرت أعوام على المسلين في الحبشة وحملت رقية بولد أخر ووضعته في ارض الحبشة
وسمته " عبدالله " وكنيت به





آذن الله الرسول بالهجرة الى المدينة فهاجر المسلمون تباعاً وتركوا أرض الأباء والأجداد
تركوا الدنيا كلها لله عزوجل فربح بيعهم وهنيئاً لهم .
عاد عُثمان وزوجه رقية ليهاجر إلى المدينة
وصل عثمان وزوجه إلى المدينة فلم تجد رقية أمها " خديجة " أين أمي؟ ،
أمك قد ماتت يارقية بعد الحصار في شعب أبي طالب
بعد ثلاث سنوات من الظلم والعذاب





النكبات على رأس رقية تتوالى : عذاب في مكة ، غُربة في الحبشة ، فقدان جنينها ، موت أمها ،
وهجرةٌ إلى يثرب أرض الوباء والأمراض .ولكن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم -
:"أشد الناس بلاءاً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يُبتلى المرء على قدر دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه"





جلست رقية مع أبيها ونبيها -صلى الله عليه وسلم - تتعلم منه أمر دينها وتتعبد لربها -عزوجل-
ينمو ولدها وحيدها أمام عينها يوماً بعد يوم ، تراه فتسعد وتلاعبه وتفرح لرؤيته وتهنئ.
حتى إكتمل له ست سنوات فنقره ديك في عينيه ؛ فمات ولدها
ورقية تنتقل من بلاء إلى بلاء وهي صابرة مُحتسبة





وإشتد عليها المرض بعد وفاة ولدها ومرَّضها عثمان بن عفان -زوجها-
وخرج أبوها محمد -صلى الله عليه وسلم - إلى بدر هو ومن معه من المسلمين
ليُقاتل في سبيل الله من كفر بالله عزوجل





فإشتد المرض على رقية يوماً بعد يوم
حتى فاضت روحها الى الله عزوجل ماتت رقية
دون أن ترى أباها عز اللقاء في الدنيا فعند الله تجتمع الأحبة
غُسلت وكُفنت وحمل الجُثمان الطاهر ، حمل على أعناق المؤمنين ودفن في التُراب.





آن لهذا الجسد أن يستريح ، أما آن لك أن تستريحي يارقية
آن لكِ أن تلتقي بأمكِ وولديكِ في جنان ونهر في مقعد صدق عند مليكٍ مُقتدر
السلام عليك يارقية ماعاد عيد وأخضر عود وولد مولود
والسلام عليكِ ماشرقت شمس وتكرر أمس والسلام عليكِ في الخالدين
آن لكِ أن تستريحي من عناء الدنيا ونصبها وتعبها ، آن لكِ أن تغتسلي في أنهار الجنة ،
آن لكِ أن تهنئي برضوان الله ورؤيته في جنات النعيم
السلام عليكِ في الخالدين والحمدلله رب العالمين




المصادر

سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي
نساء حول الرسول خالد محمد ثابت
الطبقات لإبن سعد
سيرة الرسول لإبن إسحاق
مع إضافة بعض الفوائد

رد مع اقتباس