عرض مشاركة واحدة
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
زائر
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : n/a
عدد النقاط :

افتراضي تتمة........

كُتب : [ 10-17-2011 - 08:22 PM ]


ما هي علاقة هذه الآية بما سبقها من الآيات؟

سوف دالة على الاستقبال وقد سبق أن قال تعالى ( وللآخرة خير لك من الأولى )

وهي تدل أيضاً على الاستقبال وجاء أيضاً باللام في (ولسوف)

وأكده بنفس التوكيد باللام في (وللآخرة)

ولماذا لم يحدد العطاء بشيء ما وإنما قال ولسوف يعطيك ربك فترضى؟

لقد أطلق سبحانه العطاء ولم يحدده إنما شمل هذا العطاء كل شيء ولم يخصصه

بشيء معين إكراماً للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وتوسيعاً للعطاء وكذلك

أطلق فعل الرضا كما أطلق العطاء فجعل العطاء عاماً وجعل الرضا عاماً وذكر

المعطي أيضاً وهو الرب وعلينا أن نتخيل كيف يكون عطاء الرب؟ والعطاء على قدر

المعطي وهذا كله فيه تكريم للرسول كذلك في إضافة ضمير الخطاب " الكاف "

في (ربك) تكريم آخر للرسول صلى الله عليه وسلم .

لماذا اختيار كلمة (فترضى) ؟

اختيار هذه الكلمة بالذات في غاية الأهمية ؛ فالرضا هو من أجل النعم على الإنسان

وهو أساس الاستقرار والطمأنينة وراحة البال فإن فقد الرضا حلت الهموم والشقاء

ودواعي النكد على الإنسان. وان فقد في جانب من جوانب الحياة فقد استقراره بقدر

ذلك الجانب ولذا جعل الله تعالى الرضا صفة أهل الجنة (فهو في عيشة راضية)

(فارجعي إلى ربك راضية مرضية). وعدم الرضا يؤدي إلى الضغط النفسي واليأس

وقد يؤدي إلى الانتحار. والتعب مع الرضا راحة والراحة من دونه نكد وتعب، والفقر

مع الرضا غنى والغنى من دونه فقر، والحرمان معه عطاء والعطاء من دونه

حرمان. لذا فان اختيار الرضا هو اختيار نعمة من اجل النعم ولها دلالتها في الحياة

عامة وليست خاصة بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فإذا رضي الإنسان ارتاح

وهدأ باله وسكن وان لم يرض حل معه التعب والنكد والهموم والقلق مع كل ما

أوتي من وسائل الراحة والاستقرار.

لماذا قال يعطيك ولم يقل يؤتيك؟

الإيتاء يكون لأمور مادية وغيرها (الملك، الحكمة، الذكر) أما العطاء فهو خاص

بالمادة. والإيتاء أوسع من العطاء واعم والعطاء مخصص للمال. والإيتاء قد يشمله

النزع والعطاء لا يشمله النزع. (آتيناه آياتنا فانسلخ منها) (يؤتي الملك من يشاء

وينزع الملك ممن يشاء) وقد لا يستوجب الإيتاء لشخص ما أن يتصرف بما أوتي ،

أما العطاء فلصاحبه حرية التصرف فيه بالوهب والمنح ولذا قال تعالى (إنا أعطيناك

الكوثر) لأن الكوثر أصبح ملكاً للرسول صلى الله عليه وسلم وكما قال الله تعالى

لسيدنا سليمان عليه السلام(هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) أي له الحق

بالتصرف فيه كما يشاء.

- قوله ( أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى (6) وَوَجَدَكَ ضَالّاً فَهَدَى (7) وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى (8) )

هذه الآيات مرتبطة بالآيات السابقة (ما ودعك ربك وما قلى) (وللآخرة خير لك من

الأولى) ومرتبطة أيضاً بالقسم في أول السورة (والضحى والليل إذا سجى) والآية

(ألم يجدك يتيماً فآوى) تؤكد أن ربه لم يودعه ولم يقله وكذلك في ( وجدك ضالاً

فهدى ) وهي كلها تصب في ( وللآخرة خير لك من الأولى) فالإيواء خير من اليتم ؛

والهداية خير من الضلالة ؛ والاغناء خير من العيلة فكلها مرتبطة بالآية (ما ودعك

ربك وما قلى) وتؤكد معناها.

( وللآخرة خير لك من الأولى ) فالله تعالى لم يترك رسوله صلى الله عليه وسلم ليتمه

أو لحاجته أو للضلال هذا من ناحية ؛ ومن ناحية أخرى هي مرتبطة بالقسم فقد

اقسم الله تعالى بالضحى والليل وما سجى ؛ واليتم ظلمة والإيواء هو النور وكذلك

الضلال ظلمة والهدى نور (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور

والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات) سورة البقرة،

والحاجة والعيلة ظلمة أيضاً والغنى نور وبهجة.

في هذه الآيات بدأ سبحانه وتعالى بالظلمة ثم النور (اليتم ثم الإيواء، الضلال ثم

الهدى، العيلة ثم الغنى وهذا ليناسب ويتوافق مع قوله تعالى (وللآخرة خير لك من

الأولى) والأولى هي الظلمة أما الآخرة فهي النور وهي خير له من الأولى.



رد مع اقتباس