عرض مشاركة واحدة
 
 رقم المشاركة : ( 2 )
زائر
رقم العضوية :
تاريخ التسجيل :
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : n/a
عدد النقاط :

افتراضي تتمة........

كُتب : [ 10-17-2011 - 08:20 PM ]


أين مفعول الفعل قلى؟

في هذه الآية الكريمة ذكر مفعول الفعل ودع وهو (الكاف في ودعك) وحذف مفعول

الفعل قلى (ولم يقل قلاك) .

في اللغة عند العرب التوديع عادة يكون بين المتحابين والأصحاب فقط ويكون عند

فراق الأشخاص. اختلف النحاة في سبب ذكر مفعول فعل التوديع وحذف مفعول فعل

قلى منهم من قال لظهور المراد بمعنى أن الخطاب واضح من الآيات انه لرسول الل

ه صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال إنها مراعاة لفواصل الآيات في السورة

(الضحى، سجى، قلى، الأولى،...) لكن القرآن العظيم لا يفعل ذلك لفواصل الآيات

وحدها على حساب المعنى أبداً ولا يتعارض المعنى مع الفاصلة والمقام في القرآن

كله.

فلماذا إذن هذا الحذف والذكر؟

الذكر من باب التكريم والحذف من باب التكريم أيضاً. لم يقل الله تعالى قلاك لرسوله

الكريم حتى لا ينسب الجفاء للرسول صلى الله عليه وسلم فلا يقال للذي نحب ونجل ما

أهنتك ولا شتمتك إنما من باب أدب المخاطبة يقال ما أهنت وما شتمت فيحذف

المفعول به إكراماً للشخص المخاطب وتقديرا لمنزلته وترفع عن ذكر ما يشينه ولو

كان بالنفي.أما التوديع فالذكر فيه تكريم للمخاطب فيحسن ذكر المفعول مع أفعال

التكريم وحذفه مع أفعال السوء ولو بالنفي. وهكذا يوجه الله تعالى المسلمين لأدب

الكلام ويعلمنا كيف نخاطب الذين نجلهم ونحترمهم. ولقد جمعت هذه الآية التكريم

للرسول من ربه مرتين مرة بذكر المفعول مع فعل التوديع ومرة بحذف المفعول مع

الفعل قلى.

فلماذا قال تعالى " ربك " ولم يقل " الله " ؟

هنا تكريم آخر من الله تعالى لرسوله الكريم. فالرب هو المربي والموجه والقيم. وذكر

الفاعل وهو الرب إكرام آخر فلم يقل لم تودع ولم تقلى. والرب هو القيم على الأمر

فكيف يودعك وهو ربك لا يمكن أن يودع الرب عبده كما لا يمكن لرب البيت أن

يودعه ويتركه ورب الشيء لا يودعه ولا يتركه وإنما يرعاه ويحرص عليه. واختيار

كلمة الرب بدل كلمة الله لأن لفظ الجلالة الله كلمة عامة للناس جميعا ولكن كلمة الرب

لها خصوصية وهذا يحمل التطمين للرسول الكريم من ربه الذي يرعاه ولا يمكن أن

يودعه أو يتركه أبداً.

- قوله ( وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَى )

اختلف المفسرون في معنى كلمة الآخرة فمنهم من قال : إنها ما هو غير الدنيا بمعنى

الدار الآخرة. وقسم قال إنها كل ما يستقبل من الحياة على العموم كما جاء في قوله

تعالى(فإذا جاء وعد الآخرة ...) الآخرة هنا ليست في القيامة ..

الآخرة في سورة الضحى جاءت مقابل الأولى ولم تأت مقابل الدنيا فلم يقل وللآخرة

خير لك من الدنيا. ومعنى الآية أن ما يأتي خير لك أيها الرسول مما مضى ؛ أي من

الآن فصاعداً فيما يستقبل من عمرك هو خير لك من الأولى وأكد ذلك باللام في كلمة
وللآخرة.

وقد حصل هذا بالفعل فكل ما استقبل من حياته صلى الله عليه وسلم خير له مما حصل .

فلماذا لم يقل خير لك من الدنيا ؟

لأنه لو قالها لما صحت إلا في الآخرة فكأنما حصر الخير في الآخرة فقط ونفى

حصول الخير فيما يستقبل من حياته صلى الله عليه وسلم وهذه الآية توكيد لما

سبقها في قوله تعالى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.

ولماذا قال تعالى (لك) ولم يقل وللآخرة خير من الأولى؟

هذه السورة وسورة الشرح هما خاصتان بالرسول صلى الله عليه وسلم وهو

المخاطب المباشر بهما ولو قال تعالى : "وللآخرة خير من الأولى" لما صح هذا

القول لأنه سيكون عاماً للناس جميعاً وهذا ما لا يحصل وعندها ستفيد الإطلاق ولا

يصح على عمومه لان بعض الناس آخرتهم شر لهم من أولاهم ولا يصح هذا الكلام

على إطلاقه إنما لا بد من أن يخصص المعنى وهو للرسول الكريم صلى الله عليه

وسلم بالذات ولهذا قال تعالى (وللآخرة خير لك من الأولى)

- قوله ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى )

رد مع اقتباس