.....لقد كشف العلماء عن أن الرضى بالواقع يزيد من مقاومة الجسم للأمراض ويمنح الإنسان السعادة فى حياته، وهذا سلوك نبوى رائع، لأن سيدتنا عائشة رضى الله عنها عندما سئلت عن أخلاق النبى صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن، فقد طبق القرآن تطبيقا كاملا، ولذلك حصل على السعادة الحقيقية، ويجب علينا أن نقتدى به فى سلوكنا فتكون أخلاقنا هى القرآن، وحيث يعجز الطب النفسى عن إعطاء الرضا بالواقع نجد القرآن يمنحنا هذا الرضا، يقول تعالى (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم) (البقرة: 216).
إن التعاليم الإيجابية التى يتلقاها الإنسان ويمارسها لها أثر كبير على سعادته وطول عمره أكثر من تأثير الدواء والعناية الطبية، ولذلك فإن القرآن مليء بالتعاليم الإيجابية، وهذا يذكرنى بقصة سيدنا يعقوب بعدما فقد ابنيه يوسف وأخاه، فلم ييأس من رحمة الله، وانظري اخت سهاد كيف خاطب أبناءه: (ولا تيئسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (يوسف: 87)، إنها آية مفعمة بالرحمة، ومليئة بالتفاؤل وعدم اليأس، انظروا كيف اعتبر القرآن أن عدم الرضا عن النفس هو كفر بالله تعالى! لماذا؟! ليعطينا رسالة قوية بأن اليأس من رحمة الله محرم فى الإسلام، وهذا ما مارسه المسلمون الأوائل فمنحهم القوة وفتحوا به الدنيا!
وأدرك علماء النفس حديثا أهمية الرضا عن النفس وعن الحياة وأهمية هذا الرضا فى علاج الكثير من الاضطرابات النفسية، وفى دراسة نشرت فى مجلة (دراسات السعادة) اتضح أن هناك علاقة وثيقة بين الرضا والسعادة، فالتعامل مع الواقع برضا نفس وقناعة يجعل الإنسان أكثر سعادة، والإنسان الذى يتذمر ولا يرضى بما قسم له من الرزق نجده أكثر تعاسة ويكون نظامه المناعى ضعيفا، وهذا يفسر لماذا التفكير بالأمراض والخوف والحزن والتفكير السلبي، كل ذلك يزيد من احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، فقد كان النبى صلى الله عليه وسلم أكثر الناس تفاؤلا برحمة الله، وكان يحضنا على التفاؤل والرضا، وكان يقول (رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبالقرآن إماما)، فمن قالها كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة!
مشكورة أخت سهاد