[frame="1 80"]
هي أعرابية من الصحراء ... لم تكن جامعية ...او صحفية ... عصرها ألم نقل القرب على ظهرها
فلم يك ثمة ماء يصل الى مطبخها ...ولا براد أو ثلاجة مليئة ... ولا جلاية تريح يديها
ولم تتنعم ببيت عاجي مكيف ... او سجاد مطرز
صقلها أدب جم ... وخالط تعبها سعادة الحياة البسيطة ... لا تعقيدات واقعنا الغريب في أطواره
زفت ابنتها أمامها ... طبعا دون " كوافيرة " العصر ... او لباس السهرة ,,او العرس المرصع
زفت اليها لتقبلها قبلة وداع ... فانزوت بها ... وتنحت بعروستها التي هي ابنتها
ثم آراني ألمحها تضع يديها بين يديها ... وهي أمها .... ثم توصيها وصية جامعة ... فلنسمع لها
أوصت أعرابية ابنتها في ليلة زفافها فقالت :
أي بنية إن الوصية لو تُركت لفضل أدب ، تركتها لذلك منك ، ولكنها تذكرة الغافل ، ومعونة العاقل .
أي بنية إنك فارقت بيتك الذي منه خرجت ، وعشك الذي فيه درجت ، إلى وكرٍ لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ، فكوني له أمة ، يكن لك عبداً ،
واحفظي له خصالاً عشراً :
أما الأولى والثانية :
فاصحبيه بالقناعة وعاشريه بحسن السمع والطاعة .
وأما الثالثة والرابعة:
فالتفقد لموضع عينيه وانفه ، فلا تقع عينيه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا أطيب ريح .
وأما الخامسة والسادسة :
فالتفقد لوقت طعامه ومنامه ، فإن تواتر الجوع ملهبه ، وتنغيص النوم مغضبه .
وأما السابعة والثامنة :
فالاحتراس بماله ، والإدعاء على حشمه وعياله ، فملاك الأمر في المال : حسن التقدير ، وفي العيال : حسن التدبير .
وأما التاسعة والعاشرة :
فلا تعصين له أمرا ، ولا تفشين له سراً ، فإنك إن خالفتيه أوغرت صدره ، وان أفشيت سره لم تأمني غدره .
ثم إياك والفرح بين يديه إذا كان مهتماً ،
والكآبة بين يديه إذا كان فرحاً
فإن الخصلة الأولى من التقصير
والثانية من التكدير .
وكوني اشد الناس له إعظاماً ، يكن أشدهم لك إكراماً ، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك ، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت ، والله يخير لك .
[/frame]