كُتب : [ 10-10-2012 - 10:55 PM ]
[frame="7 80"] شكّل الزيتون ولا زال عاملا هاما في الاقتصاد والحضارة الوطنية الفلسطينية وساهم محصول الزيتون بشكل مميز في رفع مستوى مساهمة الزراعة بشكل عام في الموارد الأقتصادية الذاتية للشعب الفلسطيني وأمام كل الحروب التي مرت بها أرض فلسطين وكذلك تعرضها للأحتلال الأجنبي لأكثر من مرة عبر تاريخها الطويل الا أن شجر الزيتون المبارك صمد وجذّر نفسه على جبال وتلال فلسطين. فشجرة الزيتون تتميز بقدرة صمود غير اعتيادية بحيث لم تستطع ضربات الطبيعة وسنوات المحل أو اهمال العناية بها أن تضرها ناهيك عن قدرة الزيتون على التجدد الذاتي وحماية نفسه من الانقراض، ولا غرابة في ذلك فالزيتون شجرة مباركة من الله تعالى وهي التي ورد ذكرها أيضا كرمز للسلام والطمأنينة في الكتب السماوية وما زالت تتوالى الاكتشافات العلمية الطبية التي تؤكد أهمية زيت الزيتون لصحة الانسان وقيمته الغذائية الكبيرة فهو أفخر الزيوت النباتية ويشهد سعره على ذلك الذي يبلغ ضعف أو أكثر سعر أي زيت نباتي آخر وفي معرض دولي للغذاء أقيم في باريس عام 1982 علق الشعار "زيت الزيتون هو صديق لصحتك" وفي العام 1984 تبين نتيجة لأبحاث طويلة أن معدل الوفيات الناتجة عن أمراض أجهزة الدم تقل كلما زاد معدل استهلاك زيت الزيتون. ولا بد من التذكير هنا أن استعمال الزيتون لا يقتصر في بلادنا على ناتجه من الزيت، فأيضا تصنع من خشبه التحف كتذكارات من الأراضي المقدسة اضافة الى أهمية زيته في صناعة الصابون المعروف بجودته العالية كما يبدو أن الاحتلال الاسرائيلي أدرك كل هذه النعم التي حباها الله للأرض المقدسة "فلسطين" ولأهلها فكان الاحتلال الأول الذي يحارب هذه الشجرة ويعتدي عليها غير آبه بما جاء في التوراة عن قيمتها الدينية وبركتهاوما زال هذا الاحتلال يعتدي بشكل يومي على هذه الشجرة ويقلعها بجرافاته العاتية ويدوس ثمرها المبارك، ويحرق المستوطنون أغصانها رمز السلام وعلامته، معبرين بذلك عن معاداتهم لكل ما هو سلام وطمأنينة. وتخسر حقول الزيتون الفلسطينية يوميا أشجار الزيتون التي يزيد عمرها أحيانا عن ألف سنة وكل ذلك بذريعة الأمن أو توسيع المستوطنات أو اقامة الجدار الواقي ولم تثن كل هذه الممارسات المزارع الفلسطيني عن الأستمرار في زراعة هذه الشجرة والاهتمام بها ورعايتها وتعهدها حتى تبقى بركة هذه الشجرة في هذه الأرض المباركة والمقدسة ولكن الاعتداء على المزارع الفلسطيني وأهله وعماله كان الحلقة الثانية في ممارسات الاحتلال وجيشه ومستوطنيه، فقد أسفرت الاعتداءات على المزارعين في مواسم الزيتون السابقة عن سقوط الشهداء والجرحى من المزارعين وعائلاتهم، وكان لذلك أسوأ نتيجة بحيث اضطر الكثير من المزارعين الى ترك المحصول السنوي الذي طالما انتظروه ولم يستطيعوا جمعه خشية على حياتهم وحياة أطفالهم وأبناء عائلاتهم. [/frame]