الملاحظة الثالثة
ما دام الأمر لا يتعلق بالتبليغ أو عدمه من حيث الأصل
وما دام الأمر يتعلق بشيء خاص –رسالة خاصة-يتميز
به الرسول عن النبي
إذن ما هو ذلك الشيء الخاص؟!
لعل ذلك هو ما أشارت إليه المشاركة / أبو الأرقم
أن الرسول يبعث إلى قوم مخالفين فيكذبونه
والنبي يبعث إلى قوم موافقين له
فمثله مثل العالم / الداعية يعلم الناس
ويرشدهم
لذلك قال النبي عيه الصلاة والسلام
العلماء ورثة الأنبياء وليس ورثة الرسل
أما الدليل على ما أشرنا إليه
في الفرق بين النبي والرسول
قوله تعالى: "كلما جاء أمة رسولها كذبوه"
فربط البيان الإلهي بين الرسول من جهة وتكذيب قومه من حهة أخرى
يدل أن الرسول مبعوث إلى قوم مخالفين له
والأدلة أكثر من ذلك
مع التأكيد على أمر مهم
قد يشكل على هذه التفرقة
قول الله تعالى
"وكأين من نبي قاتل معه ربيون"
فلو كان النبي يرسل إلى قوم مخالفين له
فما الحاجة إلى القتال؟!!
ملاحظات لا بد منها
الملاحظة الأولى
لا يشترط في الرسول أن ينزل عليه كتاب سماوي
ألا ترى أن نوحا عليه الصلاة والسلام
هو أول الرسل ومع ذلك فليس معه كتاب
-على الأقل بالنسبة إلى ما أعلم-
الملاحظة الثانية
لا يشترط في الرسول أن يأتي بشريعة جديدة
-باعتبار أن فريقا من الناس يقول
النبي يأتي بشريعة سابقة
والرسول يأتي بشريعة جديدة-
ألا ترى أن إسماعيل عليه الصلاة والسلام
وصفه ربنا في الكتاب
"وكان رسولا نبيا"
مع أنه على كان على شريعة سابقة
وهي شريعة أبيه إبراهيم عليهما الصلاة والسلام
الملاحظة الثالثة
أشكرك على وصف التعليق
بأنه مرتكز على الأدلة
دمت في رعاية الله تعالى
والسلام