أضع بين أيديكم موجزا لدراسة قام بها
د. حاكم المطيري / كلية الشريعة / جامعة الكويت
فـي نقد أحاديث الخضاب بالسواد
هل يجوز للمسلم أن يصبغ شعره بالسواد؟؟!!
وما سأقدمه من موجز إنما هو إعادة صياغة للقسم الأول من الدراسة
فأرجو من الله السداد في العرض
علما أن كامل الدراسة موجودة في الملف المرفق
نبدأ وبالله التوفيق
هل يجوز للمسلم أن يصبغ شعره بالسواد؟؟!!
أعرض الإجابة من خلال محورين
أولهما: الروايات المفيدة لتحريم الصبغ
وثانيهما: الروايات والآثار المفيدة لجواز الصبغ
المحور الأول: الروايات المفيدة لتحريم الصبغ وسأقتصر على روايتين فقط
"يكون قوم في آخر الزمان، يخضبون بالسواد كحواصل الحمام
لا يريحون رائحة الجنة"
"غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد"
"يكون قوم في آخر الزمان، يخضبون بالسواد كحواصل الحمام
لا يريحون رائحة الجنة"
قال بعض العلماء أنها رواية موضوعة
وقال البعض الآخر إنها رواية صحيحة
ويكمن السر في هذا الاختلاف في أحد رجال السند
والذي ذكر مهملا أي ذكر باسمه الأول فقط
واسمه عبد الكريم
فمن قال من العلماء أنه عبد الكريم بن أبي المخارق أبو أمية البصري
اعتبر الرواية موضوعة
ومن قال من العلماء أنه عبد الكريم الجزري
اعتبر الرواية صحيحة
وبناء عليه فإن الأمر متوقف على تحديد الهوية الشخصية لــ "عبد الكريم"
فمن يكون إذن؟؟
قد يقول قائل أنه عبد الكريم الجزري الثقة لأن
عبيد الله بن عمرو الراوي عن عبد الكريم اشتهر بالرواية عن عبد الكريم الجزري
–وليس البصري- وأكثر عنه وعرف به
وقد يقول قائل أنه عبد الكريم البصري لأن
هناك إسناد بصري للرواية
حيث رواها
هشام الدستوائي وهو ثقة حافظ
وقد روى عن عبد الكريم بن أبي المخارق
ولم يعرف بالرواية عن عبد الكريم الجزري
""ملاحظة"" ثمة توضيح أكثر وأدق في الدراسة حول هذه النقطة
ما زال السؤال قائما من هو عبد الكريم المذكور في السند
حتى يمكن الفصل في حكم الرواية؟؟
يرى د. حاكم المطيري صاحب الدراسة بأدلة وتفنيدات ذكرها في الدراسة
أن عبد الكريم المذكور هو: عبد الكريم البصري
أي أن الرواية تعد من الموضوعات
ثم افترض أنه لو كان عبد الكريم المذكور هو
عبد الكريم الجزري وليس البصري فإن الرواية لا تصح أيضا
· أن عبد الكريم الجزري ليس ثقة باتفاق فهو رجل متكلم فيه
· أن السند روي مرة موقوفا ومرة مرفوعا وهذا مما يوهن الحديث
""ملاحظة"" ثمة تفصيل أكثر في هذه المسالة
"غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد"
وقد قيلت بحق ابن أبي قحافة وقد ابيض شعره
وهذه الرواية مردودة لعدة أمور من ذلك
· رويت بأسانيد أخرى دون لفظة: "اجتنبوا السواد"
مثل رواية: "أخضبوا لحيته"
· وأشار صاحب الدراسة أن هذه الرواية متعلقة بحادثة عين
فلا تقوى على معارضة العموم
· سأل أحدهم أقال النبي عليه السلام "اجتنبوا السواد" فأجيب: لا
الروايات والآثار المفيدة لجواز الصبغ
· إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم
· غيروا الشيب ولا تشبهوا باليهود والنصارى
لاحظ هنا أن الروايات مطلقة لم تستثن شيئا من الأصباغ
وأختم بإجابة محمد بن الحنفية عندما سئل عن الخضاب بالوسمة
فقال: هي خضابنا أهل البيت
وثبت عنه كما ثبت عن الحسن والحسين رضي الله عنهم أجمعين
أنهم كانوا يختضبون بالسواد
أرجو أن أكون قد وفقت في عرض الموجز من غير إخلال
وما هذا إلا جهد بشري لا يرتقي إلا بمداخلات الأفاضل
واحتياطا فإني أرفق لكم نص الدراسة بالكامل بملف مرفق
دمتم في رعاية الله تعالى