[font="times new roman"][size="6"][color="navy"]مازلت أذكر أساتذتى، أولئك الذين علمونى شرف الكلمة، ومعنى الحب، وقيمة الحق، فقد كانوا حقا معلمين بمعنى وحقيقة الكلمة، واستحقوا أن يحملوا اسم أبو البشر آدم عليه السلام الذى علمه الله تعالى الأسماء كلها، ليكون المعلم الأول للبشرية، ولا شك أن الأمم لم تزدهر على مر العصور، إلا بأولئك المعلمين، ولكننا اليوم ومع ما نحن فيه من سعار الماديات، وطغيان الشهوة، نسينا قيمة العلم، ومعنى التعلم، وسقط سهوا من بين أيدينا أولئك العظام الذين أحيوا الأمم، وأعلوا فينا الهمم، وتبدلت الصورة، وصارت لشخص بلا روح، ولا معنى، ولا قيمة، أصبح نموذجا للجشع، والطمع والشر، صورة يمقتها الجاهل قبل المتعلم، وصار أبناؤنا بلا قدوة، فى المدرسة والشارع والبيت.