![]() |
الشيخ فرحان السعدي في سطور
ولد رحمه الله تعالى في قرية نورس من أعمال جنين سنة 1864 م ونشأ وتربى في رعاية جده الذي كان يتحلى بالشجاعة والفروسية والجرأة في قول الحق ومقارعة الظالمين. وقد استهل حياته العلمية بقراءة القرآن الكريم وترتيله، وحفظ أجزاء منه في مدرسة دينية محلية، ثم ارتحل إلى عكا حيث درس في المعهد الأحمدي مختلف العلوم الشرعية واللغوية، ثم سافر إلى سوريا حيث درس على بعض علمائها، ثم عاد إلى فلسطين فأسند إليه المجلس الإسلامي الأعلى وظيفة واعظ وإمام مسجد في بيسان. وحين احتلت بريطانيا فلسطين هب يقاوم الإجراءات البريطانية الشريرة، فدعا إلى مقاومة الإنجليز وفي الأسبوع الأول من شهر حزيران سنة 1921 وقف الشيخ فرحان السعدي على منبر صلاح الدين بالمسجد الأقصى بعد أداء صلاة الجمعة ليكشف للمسلمين سوء نية الإنجليز تجاه فلسطين وذكر للناس على سبيل الاستشهاد حادثة اغتصاب أراضي المشاع في منطقة بيسان، واتخذ من تلك الحادثة مجالاً لإثارة الجماهير المؤمنة، وتحريضهم ضد البريطانيين، فتحمس المصلون وخرجوا من المسجد ساخطين ثائرين على الإنجليز ثم تحولت هذه المظاهر الشعبية التي كانت في أولها سلمية إلى معركة دموية سقط فيها عدد من الشهداء برصاص الإنجليز الذين اعترضوا جموع المتظاهرين في باب الواد والسلسلة وعند الباشورة فاعتقل الإنجليز على أثر ذلك الشيخ فرحان السعدي. لقد أعلن الشيخ فرحان السعدي رحمه الله عن غايته من قتال الإنجليز في رسالة أرسلها إلى الأستاذ أكرم زعيتر يطلب فيها المساعدة منه، وأرسل له هذه الرسالة مع أحد المجاهدين سلمها له باليد في منزله بنابلس، وكتب له فيها أربعة أسطر، يقول: نقوم بالواجب في سبيل الله، بدأنا وسوف ننتصر، لقد كان للشيخ فرحان السعدي رحمه الله شرف إطلاق الرصاصة الأولى لثورة العرب الكبرى التي عمت جميع أرجاء فلسطين واستمرت من سنة 1936م حتى سنة 1939م، وكان للمجاهدين في هذه الثورة دور كبير في خوض المعارك وقتال الإنجليز فسطروا ملاحم البطولة والشرف والفداء، وقد تولى أبو إبراهيم الكبير القيادة العامة للثورة في المنطقة الشمالية من فلسطين، وتولى الشيخ عطية أحمد عوض قيادة منطقة جنين، وتولى الشيخ فرحان السعدي قيادة منطقة نابلس. لقد قام الشيخ فرحان بعدد من المعارك خلال ثورة 1936م، فاشترك مع رجاله في معركة عين جالوت سنة 1936م، فجرح في زنده الأيمن جرحاً بليغاً مما أعاقه عن استخدام السلاح ولكنه لم يتوقف عن القتال، بل استمر يجاهد ويقاتل فاستعمل المسدس بيده الأخرى. وفي 30/6/1936 قاد الشيخ فرحان السعدي والشيخ عطية مجموعة من المجاهدين تزيد على المائة لمهاجمة قافلة عسكرية بريطانية على طريق جنين- نابلس، فهاجموها وأوقعوا بها خسائر فادحة، أوشكت على الاستسلام لولا نجدة وصلتها من قوات الاحتلال البريطاني تقدر بألفي جندي تصحبهم الدبابات والمدافع والطائرات، فلم يتوقف الثوار عن القتال على الرغم من البون الشاسع بين القوتين في العدد والعدة، بل قاتلوا ببسالة، وهب لنجدتهم إخوانهم المجاهدون من القرى المجاورة، فكانت ملحمة فقد الإنجليز نتيجتها ثلاثين قتيلاً وتعطلت لهم مدرعة عندما انفجر فيها لغم أرضي. أما المجاهدون فقد استشهد منهم ثلاثة أبطال في هذه الملحمة التي تروي بطولة الشعب المسلم في فلسطين ضد المحتلين والطامعين المتربصين. لقد أدركت بريطانيا خطورة هذا الرجل وقيادته الفذة، فصممت على القضاء عليه بأي وسيلة فأصدرت حكومة الانتداب بلاغاً بدفع ألف جنيه لمن يدل على الشيخ فرحان السعدي لأنه رئيس عصابة الأشقياء وقطاع الطرق على حد زعم الإنجليز. وقد قبضت عليه سلطات الاحتلال البريطاني، الحكم بالإعدام على الشيخ فرحان السعدي وبمجرد القبض على الشيخ فرحان السعدي شكلت محكمة عسكرية بريطانية لمحاكمته، وقد أعدت الحكم مسبقاً، ولم تستغرق محاكمته سوى ساعتين إذ بدأت المحاكمة من الساعة العاشرة من صباح 24/11/1937م وانتهت في الساعة الثانية عشرة ظهراً ولم تمكّن المحكمة المحامين من المرافعة ولا من إحضار شهود نفي. وامتنع الشيخ عن الكلام أثناء المحاكمة، إذ كان صامتاً قليل الكلام، إلا أنه كان جريئاً إذا كلم، وحين سأله رئيس المحكمة: هل أنت مذنب؟ أجاب وهو مقيد: معاذ الله أن أكون مذنباً. لقد أعلن رئيس المحكمة على الفور الحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم في 27/11/1937م الموافق 14 رمضان 1356 هـ، وكان الشيخ صائماً، وظل صائماً وأعدم وهو على هذه الحالة. لقد تقدم الشيخ فرحان السعدي رحمه الله إلى حبل المشنقة بخطى ثابتة، ونفس تواقة للشهادة يردد قوله تبارك وتعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً}. وودعه إخوانه المجاهدون في سجن عكا من خلف أبواب الزنازين التي يربضون فيها، وهم يهتفون بملء حناجرهم بصوت واحد هز جميع أرجاء السجن وأذهل الطغاة القساة: الله أكبر على من طغى وتجبر، إلى جنة الخلد يا فرحان. لقد انبرى الخطب والشعراء يرثون الشيخ فرحان السعدي رحمه الله ومن أبلغ ما قيل من الشعر في رثائه ما قاله الأستاذ عبد الكريم الكرمي الشاعر الفلسطيني يخاطب الأمة العربية حكاماً ومحكومين. قوموا اشهدوا فرحان فوق جبينه أثر السجود يمشي إلى حبل الشهادة صائماً مشي الأسود سبعون عاماً في سبيل الله والحق التليد |
[frame="8 80"]
رحم الله الشهيد البطل فرحان السعدي اشكرك اخي ابو رشاد عن كشف اللثام عن هذه الشخصية الفذة للاسف اول مرة اسمع عنه في ميزان حسناتك ان شاء الله [/frame] |
http://eldewan.net/uploads/172011-124624PM-1.jpg ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ( 23 ) ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويعذب المنافقين إن شاء أو يتوب عليهم إن الله كان غفورا رحيما) فلسطين غنيه برجال الابطال مشكور اخي الكريم محمد قبها جهودك مشكوره |
مشكورة أخت سهاد لمرورك الطيب...والشكر موصول للأخت سعاد مع جزيل التقدير والاحترام للصورة التي عززت الموضوع بها
|
الساعة الآن 08:43 PM |
Powered by vediovib4; Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.